22 نوفمبر 2010

حتى لا تكون الكويت رواندا أخرى


في جلسة جميلة ثالث ليالي عيد الأضحى سمعت كلمة من صديقا مهووسا بالقراءة ملما بالتاريخ يعرف الكثير لكن لا يقول سوى القليل لأنه بخيل في معلوماته التي لو وزعها لغرقت الكويت و دول الجوار و ما بعد دول الجوار بالثقافة و هي " صرصار "

الصرصار تلك الكلمة التي قامت بعدها إبادة جماعية قتلت 800 ألف مواطن رواندي من قبائل التوتسي القليل منهم من قبائل الهوتو المعتدلين الرافضين للحرب العنصرية في رواندا

ما قصة تلك الكلمة التي من أجلها تقوم حرب الإبادة تلك ؟

قبائل التوتسي تشكل ما نسبته 10 إلى 15 بالمائة من شعب رواندا و قبائل الهوتو تشكل ما نسبته 85 إلى 90 بالمائة من شعب رواندا و رغم أن قبائل الهوتو كانت أكثرية إلا أنها لم تحكم رواندا بل كانت قبائل التوتسي هي من تحكمها من خلال تمركزها تحت سلطة مركزية واحدة مستغلة تفوقها العسكري و الدعم الفرنسي لها بالبعثات التعليمية و كثرة بناء المدارس في أوساط التوتسي ما أهلهم لتولي المناصب القيادية في رواندا و دول أخرى منها الكونغو و بوروندي .

العداء و الإستغلال كانت ركائز حكم قبائل التوتسي لرواندا و قبائل الهوتو المتناثرة خلف عدة قيادات تتقسم حسب مناطق تواجدها فقبائل الهوتو تنقسم إلى قيادة شمالية نسبة إلى موقعها في شمال رواندا يقابلها قيادة جنوبية نسبة إلى تمركزها في جنوب البلاد

استطاعت قبائل التوتسي الاستيلاء على الحكم في رواندا عام 1972 قتلوا فيها حوالي 300 ألف من قبائل الهوتو مستهدفين الصفوة المتعلمة وذوي النفوذ من أبناء الهوتو و من حينها بدأت إذاعة الحرة للتلال الألف و هي الإذاعة الرسمية لدولة رواندا وصف قبائل الهوتو بكلمة واحدة هي " صرصار " لكن في صباح يوم 7 أبريل 1994 بثت محطة الحرة للتلال الألف خطب رسمية تحرّض على استئصال " الصرصار " لكن هذه المرة إختلفت المعادلة فكان المقصود بالصرصار هم قبائل التوتسي الذي إعتادوا طوال 22 عاما على وصف قبائل الهوتو بالصرصار فما كان من قبائل الهوتو الذي كبروا و هم يرون و يسمعون التوتسي يهينونهم و ينكلون بهم إلا الثأر و الإنتقام فكانت النتيجة هي قتل 800 ألف رواندي من قبيلة التوتسي و من قبيلة الهوتو المعتدلين الرافضين لقتل التوتسي 



هل من الممكن ان نرى رواندا أخرى في الكويت ؟

هل يقرأ المسؤولين التاريخ أم أنهم يعيشون اليوم بيومه ؟

رسالة إلى من يهمه الأمر " إحذروا فالكويت مقبلة على رواندا جديدة "


ملاحظة : مدونة دستورنا سورنا أغلقت مضاجع الفاسدين فتملكهم الجنون فأرسلوا أحد الأشخاص ممن إمتهنوا التدليس و الكذب  مهنة يسترزقون من خلالها و بما أنني مؤمن بالقضاء سوف أذهب إليه حتى يفصل بين صحة قولي و زيف تدليسه و لا أشكك في أن ينصفني القضاء خاصة أن القضاء قد قام بتقييم مرسول الفاسدين بشكل عملي و شفاف منذ سنوات مضت و هذا التقييم أثبت صحته مع مرور الزمن لذا أترفع عن الرد على مرسول الفاسدين مؤكدا أن الحرب ضد الفساد هو طريق إنتهجته منذ زمن و لن أحيد عنه مهما يحدث مستقبلا و مهما قلتم و فعلتم و لعل في هذه الأيام المباركة نستذكر يوما تاريخيا من أيام الكويت الخالدة التي لن ننساها "يوم 13 اكتوبر 1990 عندما ألقى عبدالعزيز حمد الصقر ممثل الحشود الشعبية في مؤتمر جدة الشعبي خطابا كانت اولى بنوده  هو المشاركة الشعبية القائمة على حرية الحوار و أغلبية القرار و رقابة التنفيذ "


أما ما يخص مرسول الفاسدين فلم أجد أفضل من بيت شعر كتبه المتنبي منذ ألف سنة يصف به حال هذا المرسول


فــي النــاس أَمثِلَـةٌ تَـدُورُ حَياتُهـاكَمَماتِهـــا  ومَماتُهـــا كَحَياتِهـــا