04 أغسطس 2011

التجنيد المزاجي !!

آخر فناتك الاجتماعات الغير رسمية هي عودة ( التجنيد الالزامي ) كخطوة اخيرة لايقاف المد الشبابي في الاصلاح السياسي في الكويت معتقدين بان ورقة التجنيد الالزامي سوف تكون ورقة مفيدة في كبح جماح الشباب و ارهابهم و بذلك يكون الميزان مائلاً نحو انشغال الشباب في التجنيد و الركض بين الهيئات الحكومية و الجامعات و المعاهد الدراسية اكثر من انشغالهم بالاصلاح السياسي الذي بات يسبب أرقاً و أرفاً للحكومة .

نعود الى بداية اقرار قانون التجنيد الالزامي الذي شهد ولادة متعسرة امتدت لاكثر من اثني عشر سنة بسبب غياب جميع مسؤولي الدفاع و الجيش عن اجتماعات لجنة الداخلية و الدفاع البرلمانية ما ادى لغياب تقرير من اللجنة عن الصدور طوال الغترة من مجلس ١٩٦٣ حتى مجلس ١٩٧٥ الذي شهد ترأس النائب السابق جاسم القطامي لتلك اللجنة و في خضم الصحوة الشبابية عام ١٩٧٥ قررت الحكومة اخيراً ارسال من يمثلها في اللجنة لاصدار تقرير حول قانون التجنيد الالزامي و تم اصدار القانون قبل الانقلاب على الدستور في العام التالي .

لكن لماذا كانت الحكومة تمتنع عن اقرار قانون التجنيد الالزامي لانها كانت مؤمنة ايمان مُطلق بان الجيش الكويتي لن يتمكن من حماية الكويت لذا وجوده فقط لتعزيز النظام الامني ضد اي تحرك شعبي و هذا ما شهدناه مؤخراً حول التهديد باستخدام ورقة الحرس الوطني في ضرب المعتصمين مؤخراً في ساحة الصفاة و ساحة التحرير و لاحظ ان باب التجنيد الالزامي لا يُفتح الا بعد تحرك شبابي فبعد نبيها خمس ظهرت الفكرة و الآن تعود الفكرة !!

و بما أن الفكرة تنطلق على اساس متين اصبح لزاماً ان يكون الجيش من خارج الكويت و لكن كانت المشكلة هي ان قانون الجيش واضح بأن لا يكون الغير كويتي عسكرياً و لا يمنع ان يكون فنياً لذا كان الحل العبقري هو ( ايجاد فئة جديدة هي غير محددي الجنسية ) و كعادتها الحكومة لم تكن تفكر بالمستقبل لذا لم تتوقع ان سوف تكون لديها ازمة رئيسية اسمها ( البدون ) !!

و بعد اقرار قانون التجنيد الالزامي كان الجيش حريصاً على راحة المجندين لذا استعان بضباط من احد الدول العربية للتمعن في راحة المجندين و لك ان تسأل اي مجند عن ماذا تعلم خلال فترة التجنيد و سوف يجيبك تعلمت ( نزل راسك يا حيوان / لعنة على ابوك / يا كلب ) اما المحظوظين القلائل الذي تعلموا في التجنيد على يد سالم سرور و رفافه فقد تعلموا كيف يدافعون عن الدولة حين يتم الاعتداء عليها و اسالوا مكتب الشهيد عنهم  !!

لذا العودة للتجنيد الالزامي لن يكون لحماية الدولة بقدر ما يكون ورقة ضغط على الشباب و استغرب بعد عدة تجارب واقعية بدأت ( ابو سالم عطنا سلاح ) و استمرت ( لن نقبل بغير اسرة الصباح حكاماً لنا ) و سوف تستمر الاسرة في الحكم الى يوم القيامة باذن الله ما زال الفاسدين يجدون فرصة لاقناع البعض بان الشعب لا يريدون استمرار الصباح حكاماً للكويت !!

لذا عزيزي الشاب لا تستغرب ان رأيت من يعلمك و يهينك في فترة التجنيد من شلة ( غير السوباح ما نبي ) و لا تتعجب ان سمعت ابيات شعر تتغزل بالاسرة تبدأ بكديش و تنتهي بمفيش و لا تنذهل ان  وجدت نفسك ناطقاً للشتائم فهذا هو التجنيد الذي يريدونه و لن يربح من التجنيد سوى خفافيش الفساد الذي سوف تجد المناقصات و الممارسات بوابة سحرية للثراء الفاحش !!

اتمنى ان يكون التجنيد بوابة لتعلم الدفاع عن الوطن بقيادات كويتية تريد ان تعلم المواطنين حماية الكويت من الطامعين و ما اجمل من الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن الا الشهادة في سبيل الله لذا اتمنى ان يكون عودة التجنيد ليس نتاج اجتماع اقطاب من الاسرة بقدر ما هو نتيجة قناعة عسكرية بان الاستعانة بالكويتيين و تعليمهم كيفية حمل السلاح هو الطريق الافضل لحماية الكويت من الذين ينوون الشر بها