12 يونيو 2010

الحكومة رسرسية




كنت في لقاء تلفزيوني على شاشة إحدى القنوات العربية ... وكنت أمثل الرأي الشعبي بحكم أن الضيف الآخر يمثل وجهة نظر الحكومية !!

كان إستعداده للحلقة مبهرا لي ... فهو لم يترك أي قرار وزاري لم يأتي به و لم يدع الشك مجالا يدخل به على قلوب المشاهدين من خلال إستدلاله على القوانين و مشروعات القوانين التي قدمتها الحكومة على مدار خمسون سنة من العمل البرلماني !!

في بداية الحلقة أصابتني الدهشة من شدة إنفعاله و حماسه الشديد في الدفاع عن الحكومة التي لم تقدم على خطوة إصلاحية واحدة كي تشفع لها هذا الدفاع المستميت فأكثر ما تصدره من قرارات هي رسرسية !!

و الرسرسية هنا تعود إلى دمج كلمتان هما سري و سرة ... فالسري هي منهج تنتهجه الحكومة في جلسات مجلس الأمة و هي تحسب أن اجتماعات مجلس الأمة العلنية في الاصل أن تكون سرية كإجتماعات مجلس الوزراء السرية في الأصل و السرة تأتي هنا من
مقر قيادة الحكومة الجديد في منطقة السرة الواقعة بين مناطق جنوب السرة و قرطبة !!

بعد إحمرار وجنتي و إرتفاع درجة الحرارة في الإستديو الذي كان باردا لدرجة جعلت الانبطاحيين يغارون منه في برودته حاولت ان ازيح الثقل عن كاهلي و ادافع عن الشعب حسب وجهة نظري !!

فتلقفت الحديث مسرعا قائلا ماذا قدمت حكومة ناصر المحمد للكويت خلال سنة من عمرها

فأجابني خصمي لقد قامت بإقرار خطة التنمية و لكن الإستجوابات عطلت عملنا
فقلت له الإستجوابات عطلت عمل الحكومة ؟
كيف
و لماذا و متى ؟

فقال لي كثرة الإستجوابات تضيق خلق رئيس الوزراء و تجعله لا يعمل بنفس و يكون ألمه مخلوطا بضيق تنفس من رؤية التأزيم من مجلس الأمة الذي يسطو على سلطات السلطة التنفيذية و هذا ما يمنعه الدستور في مادته الخمسين !!

فقلت له سلامة قلب و نفسية رئيس الوزراء من الألم و الضيقة ... لعن الله مجلسنا اللي ما فيه خير و يضيق خلق ناصر المحمد باستجوابات على مواضيع تافهة !!

شنو يعني ام الهيمان تختنق و اهلها يموتون و يمرضون !!

شنو يعني وزير الداخلية يمرر خمسة ملايين لابن احد الشيوخ ليسافر بها الى لاس فيغاس لاستكمال دراسة البلوت !!

شنو يعني الجويهل يتم استخدامه بامتياز لدق الاسفين بالشعب الكويتي !!

شنو يعني رئيس الوزراء يوزع فلوس هنا و هناك فهو كريم ابن كريم حفيد كريم

فقلتها على الهواء علانية و لم اشعر بنفسي فالرئيس ناصر زعلان و زعله ما يخلينا ننام في نور دائم لا ينقلب الى ظلام دامس و ابتسامته تجعل المياه متوفرة لا تنقطع و نظرته تجعل المستشفيات مصيفا لكل مفلس يريد العلاج !!

حكومتنا الناجحة التي
تركض وراء المزدوجين و تترك هدى حسين تشتاق للعراق علانية

كذلك حكومتنا المبجلة تخلط الماء بالزيت كما يخلط السكران السفن بالكولونيا !!

و تتابع بإهتمام شديد راحة المواطنين في قبورهم أينما كانوا !!

حكومتنا الناصعة البياض كبياض الملابس مع الأومو تسهر على راحتنا !!

اقولها علنا و سرا و ليذهب الشعبي و التنمية و المؤزمين الى مكاتبهم من مقولتي خائبين !!

حكومتنا رسرسية

لا يفك طلاسمها سوى ساحر ايراني أو فنان عراقي أو فقير افريقي او بائع شوكولاته سويسري !!

ملاحظة هامة اللقاء سوف يتم إعاد بثه على قناة كوكو واوا الساعة 7 صباحا من يوم الجمعة