17 أكتوبر 2010

سانشيرو الكويت


من لا يتذكر سانشيرو البطل المغوار الذي احبه الصغار و الكبار الذي أحب العلم فتعلم و صنع دميته جومارو , هل تتذكرون جومارو كيف كان يصاب إصابة خطيرة ثم يقوم منتفضا مكشرا عن انيابه لإفتراس خصومه فكنا نصرخ جميعا باعلى أصواتنا التي كانت تهز من حولنا " هلا يا هلا بسانشيرو البطل المغوار " ... الله كم كانت أيام جميلة كنا أطفالا صفحات بيضاء خالية من الكتابة و ترك سانشيرو بعضا من كتاباته في صفحاتنا البيضاء و بعد أن كبرنا و أصبحنا رجالا و آباءا يغزو الشيب رؤوسنا فنخفيه بالغترة أو بصبغ عند ذلك الحلاق التركي المدعو فرات الذي لا يقترب من محيط وسامته إلا العبد الفقير إلى الله " طبعا المقصود انا " و كل من يرانا معا يعتقد اننا توأم من شدة تشابه الوسامة بيننا و سبحان الخالق الرزاق الذي رزقني أنا و فرات بوسامة لا يضاهيها إلا وسامة ريتشارد غير و هو ممثل أمريكي غزا الشيب شعره و لكن لا يزال حلم العذارى و لا أعلم إن كانت وسامتي قريبة من وسامة ريتشارد أم ان ريتشارد هو الأقرب لي و لن أختلف طالما كان جومارو لا يتم هزمه في ساحة المعركة

و بعد سنوات عجاف يابسات مخلصات للفرقة و الفتنة في الكويت عاد إلينا سانشيرو مرة أخرى ليصبح هو البطل المنتظر و يقال في إحدى الروايات أن سانشيرو هو سيذهارتا غوتاما مؤسس الديانة البوذية الذي حين طلب منه أباه الملك البقاء في القصر الملكي و تحقيق كل ما يطلبه فطلب سيذهارتا أربعة طلبات هي الحفاظ على نضارة شبابه و ألاّ يصاب بمرض وألاّ يكون لحياته نهاية وألاّ يفنى جسده فعلم والده صعوبة إقناع سيذهارتا بالبقاء و هرب سيذهارتا و أسس الديانة البوذية و سانشيرو هذا الزمان قريب من سيذهارتا فهو يطلب أربعة أشياء حتى توقف عن العبث بالكويت و هي ترتيب متقدم في الحكم و المال الوفير و الوصاية على البشر و أن يخلده التاريح فعلم من حوله بان سانشيرو لا يمكن أن يوقفه أحد

و كما كان لسانشيرو اليابان دمية يلعب بها هي جومارو كان لسانشيرو الكويت دمية جومارو و لكن لم يكتفي سانشيرو الكويت بجومارو واحد فدمية واحدة لا تؤدي الغرض فصنع عدة دمى احيانا تجدها تتعارك فيما بينها و أحيانا تجدها تصف صفا واحدا و تدق طبول الحرب ضد الآخرين و يعلو صياحهم اللهم إنصرنا على القوم الظالمين و لكن هل يعلمون أنهم مجرد دمى تتحرك بإشارة من سانشيرو و رغم ان سانشيرو كان يستخدم لاب توب  في تحريك جومارو إلا أن سانشيرو الكويت تميز بهذه المسألة فكان يستخدم المال و المنصب في تحريك هذه الدمى

و لكن كانت نهاية سانشيرو اليابان بطلا منتصرا على الأشرار و لكن هل نهاية سانشيرو الكويت الإنتصار على الأشرار أم محو الكويت من الخارطة لذا وجب التحذير من تعدد الدمى المستخدمة فقد تجد دمية بلحية طويلة يركع مع الراكعين و يسجد مع الساجدين و قد تجد دمية بلسان أمريكي متعجرف ينظر إلى الآخرين كأنهم همج قادمين من كوكب بلوتو رغم انه قبل سفره كان يعيش في الحساوي و لمن لا يعرف الحساوي هي منطقة رائعه فيها اعظم دوار في تاريخ الكويت دوار إبليس أما الدمية الثالثة فهي تتميز بالعمامة السوداء فوق رأسه يتبارك به الناس و هو يتبارك بسانشيرو و نعلم ان دميات سانشيرو كثيرة قد تقارب الستين دمية تلعب بالصف الأول و مائة دمية تجدهم في الصف الثاني و مئتين دمية في الصف الثالث و هي تنقل ما يريده سانشيرو بدءا من الصف الاول وصولا إلى الصف الخامس عشر الذي تجده صباحا يشتم صديقه أياد من أجل عياد و مساءا يشتم عياد من أجل أياد و ضاعت الدمى لا تعرف من المصيب أياد ولا عياد أم جياد

إحذروا يا بني وطني فالدمى منتشرة بصورة متعددة ولا تجمعهم سوى مصلحة واحدة هي مصلحة سانشيرو الكويت الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من النجاح في مخططه في إستعمار جواخير جبد و تحويلها إلى مشروع ديزني لاند الكويت