25 مايو 2010

من المريض النفسي إلى المثقف !!

رسالة من عبدالله العرادة منظم اعتصام الثلاثاء الخاص بحرية محمد عبدالقادر الجاسم إلى نبيل الفضل

علمتني الحياة أن أحترم كل رأي حتى وإن خالف قناعاتي في هذه الحياة ، لذا فإني أحترم رأي كل كاتب أحترم رأيه حتى وإن نعتني بالمريض نفسيا وإن لدي ملف في الطب النفسي كما ادعى ..!!.

وهنا تحديدا أود أن أبين وجهة نظري بما قيل. و أود ان أوجه سؤالا هل تعرف قصة الروائي جيمس فراي الذي تصدرت كتبه لأعوام عديدة قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة ؟


وهل تدرك أن هذا الكاتب كان حريصا على تكرار مقولته الشهيرة بأنه 'لا يحب الكذب' خصوصا بعد صدور مذكراته بعنوان “مليون قطعة صغيرة” عام 2003 .


لقد أزعج هذا الكاتب الأمريكي الدنيا بتلك المقولة التي رددها مرارا وتكرارا حتى ظنه بعض البسطاء والعامة صادقا بكل ما قال وأمينا بكل ما كتب ولكن المفاجأة التي قصمت ظهر ذلك الكاتب وأمثاله أن قيام مركز أبحاث متخصص بدراسة كشفت النقاب عن حقيقة الكثير من الحوادث التي وردت في مذكرات 'فراي' أنها مجرد كذب و تلفيق لا حقيقة لها..!!


لذا فإني أحمد الله تعالى على أنني متأكد من صحة عقلي ومن صدق منطقي ، ولكن السؤال المهم هنا هل سيأتي يومٌ ونرى لدينا في الكويت مركز أبحاث متخصص في كشف حقائق ومعلومات و مقالات وكتب كثيرة لمختلف الكتاب ؟

هل سيأتي ذلك اليوم وذلك المركز المتخصص ليكشف للشعب الكويتي والرأي العام عن مدى الكذب والتلفيق الذي يمارسه بعض الكتاب ليضللوا القراء ويجهلوا الأمة بأسرها من خلال حبرهم الأسود كسواد قلوبهم .

أما عن نفسي فأنا من أوائل القراء المكتشفين لذلك الزيف والافتراء وأتمنى من جميع القراء أن يكتشفوا الأمر ويميزوا بين الحقيقة و الكذب ولا شك عندي أن الشعب الكويتي من أذكى شعوب المنطقة وأقدرها على اكتشاف الكاذب من الصادق والتمييز بين الأجير والحر.


ثم إنه ليس من العيب أن أكون صغيرا لان العقل والعلم والمعرفة والأخلاق لا تقاس بالعمر.. أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا ... مواطن كويتي أحب وطني الكويت و أحب أميرها المفدى الشيخ صباح الأحمد حفظه الله واحترم الأسرة الحاكمة وأدعو الله أن يحفظها من كل مكروه فنحن أبناء الكويت بها تعلمنا و بها نشأنا على الحرية والديمقراطية واحترام كل أطياف المجتمع كما أن الكويت بدستورها قد منحتنا كل المميزات لسبل العيش الكريم..


أنا أيها المثقف شاب مجتهد يطمح إلى تطوير ذاته والسعي في تطوير من حوله من أفراد مجتمعه ، أنا شاب أدافع عن الحريات للجميع ، وقد اتفق مع الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم وقد اختلف معه في أمور أخرى لكني حتما أتمنى له الحرية والعودة إلى أهله سالما غانما في اقرب وقت ممكن و كلى أمل بذلك


كما أني أستطيع ممارسة حقي بالتوجه واللجوء إلى القضاء النزيه و لكن أيها المثقف ورغم أنني الصغير في نظرك إلا أنني امتلك مبدأ التسامح ولا شك أن مبدأ التسامح عظيم لأننا كلنا خطاؤون ، فهل تمتلك أنت الشجاعة للاعتراف بخطاك ؟

أتمنى ذلك


ثم إني أنصحك أيها الكاتب والمثقف أن تقرأ لزعيم العقلانية الأوروبية، والأب الروحي للفلسفة الحديثة 'رينيه ديكارت' كتاب ' الأخلاق والتسامح والفلسفة' .. واسمح لي في نهاية المطاف بسرد قصة معروفة ( مقتبسة ) من عالم الأطفال حيث تقول القصة .. أن طفلا صغير دخل لمحل الحلاقة .. فهمس الحلاق للزبون : هذا أغبى طفل في العالم فسأله الزبون لماذا ؟ فقال الحلاق انتظر وأنا اثبت لك غباءه ' ثم وضع الحلاق درهم بيد و25 فلسا باليد الأخرى .. ونادي الولد وعرض عليه المبلغين فاخذ الولد ال25 فلسا ومضى ، قال الحلاق: ألم أقل لك هذا الولد لا يتعلم أبدا...وفي كل مرة يكرر نفس الأمر ، وعندها خرج الزبون من المحل فقابل الولد وهو خارجٌ من محل الايس كريم فدفعته الحيرة إلى أن يسأل الولد عن ذلك الموقف ، وتقدم منه وسأله لماذا تأخذ ال25 فلسا كل مرة ولا تأخذ الدرهم ؟؟؟ فنظر إليه الولد الصغير ثم قال له: لأنه في اليوم الذي أخذ فيه الدرهم سوف تنتهي اللعبة..!!


أيها المثقف لا أشك أن الأنا تتضخم لديك أحيانا كثيرة فتعتقد أن بعض الناس أقل ذكاء منك ..!! فهم لا يستحقون تقديرك على ما يفعلون !!.. ولكن الواقع انك تستصغرهم على جهل منك فلا تحتقرن إنساناً ولا تستصغرن شخصاً ولا تعيبن مخلوقاً فالغبي فعلا هو من يظن أن الناس أغبياء .

ختاما : ' لا تحقرن صغيرا في مخاصمة ........إن البعوضة تدمي مقلة الأسد '

سلمت يداك يا عبدالله العرادة