كان يعيش في قصر تحيطه الورود و الأزهار و الأشجار
في منظر يخيل إليك أننا نعيش في عالم النحل
فالورود يافعة و الأزهار رائعة و الأشجار فارعة
و المناظر في المساء خلابة فالإطلالة على البحر
تصيبك بالجنون لعظمة هذا المنظر الخلاب
بين الورود و تواجه أمواج البحر فلا ينقصك سوى الوجه الحسن
و الوجه الحسن فتوفيره سهل جدا فهو الزعيم الخالد الأوحد البطل
الذي لا يعارضه رجل و لا تواجهه إمرأة
فإستمر في العبث في النفوس و الأموال و الأرزاق و الحياة
صاح شابا من بعيد " أريد عربتي " من خلالها أعيش
رد عليه الرجال " إرحل من هنا " فنحن الآمر الناهي
إنقهر الشاب و بحث يمينا و يسارا عن أحدا يسانده
لم يجد أحدا فالكل خائف يرغب في العيش و الموت بهدوء
بعيدا عن عدسات التصوير و بلوتوث الضحك و السخرية
أشتعلت النار في داخله فأتته فكرة عبقرية
لما لا يعبر عن حرقته بشكل عملي
فأضرم النار في جسده على رؤوس الأشهاد
فإشتعلت النيران في كل مكان تطالب بالعيش الكريم
فزادت سعيرة النيران مع مرور الدقائق و الساعات
كان العيش الكريم شرارة الإنطلاق للنار المجنونة
فأصبح الإقتصاص هو طريقة إخمادها الوحيدة
كيف الإقتصاص و من الذي يقتصون منه
هل يقتصون من الوزير الأول أم وزير الداخلية
الرصاص بدأ يهل على أجسادهم كالمطر البافاري الثقيل
هل توقفت النار بسبب الرصاص ؟
أجابوا لا توقف فأجسادنا عشرة ملايين و رصاصهم عشرة ملايين
توحدت النار المستعرة و توجهت إلى ذلك القصر الجميل
تطالب صاحبه بالرحيل أو الهروب أو الفرار أو حتى الإنتحار
النار سوف تأكل جسده و تلتهمه و يصبح رمادا مثل البوعزيزي
أين أنتي يا ليلى ؟ أين أنت يا شريكتي ؟
إنني هنا في دبي يا زين أتابع دراسة الأبناء
هربتي يا بنت الحلاق عند إقتراب النيران
أكنت تعتقد إنني سوف أبقى لتحرقني النيران يا بن علي
أين المفر و إلى من ألجأ فلا جار يحبني ولا صديق يريدني
مالطا طردتني و باريس هجرتني و لكن لما لا نريح أعصابنا يا ليلى
كيف نريح أعصابنا يا بن علي و النيران تفور من حولنا
لقد تعبت من المناظر التي رأيتها من الناس الغاضبة المجنونة
و أعتقد أن نفسيتي سيئة و إنني مرهق جدا
بحاجة إلى تغيير و بحاجة إلى هدوء و إلى الترويح عن النفس
إلى أين يا بن علي ؟
سوف أذهب إلى " جنغل لاند "