بعد ثلاث سنوات من زواجي
و من مهام الزواج التنقل بين الجمعيات التعاونية و الاسواق لشراء المؤونة و الطعام للبيت
و طبعا كلما زاد عدد الاطفال زادت قيمة الطعام و التسوق للمنزل
و بعد جلسة صراحة مع الربع بالديوانية وجدت ان افضل السبل هي اخراج بطاقة التموين
التي تربطني بها ذكريات تعود الى منتصف التسعينيات
و خلال دقائق وجدتني امتلك الحق في الحصول على التموين
دون بطاقة او اوراق بل يكفي البطاقة المدنية
يعطيهم العافية الحكومة الالكترونية
ذهبت الى مركز التموين و وجدت امرأة كبيرة بالسن تطلب من الناس مساعدتها في التموين طبعا بما انني كويتي متوجه الى مركز التموين فقد طلبت مني ان اساعدها فقلت لها ابشري يا حجية
و بعد انتظار ساعة للدور وسط هذه الزحمة و الحرارة العالية سمعت اسمي و ذهبت الى الموظف
و بما انها اول مرة اذهب الى التموين قلت للموظف اعطني كل حقوقي فلا بأس من الاسراف بالاموال
للاحتفال باول رحلة الى مركز التموين و طبعا سالني تبي اي نوع دجاج
قلت طبعا ساديا
قال تبي اي نوع جبن
قلت اصبر
فالحرب تقوم بالجمعية على نوع الجبن بيني و بين السيدة الاولى
و بما ان الازواج اصبح لهم فرصه كبيرة في تولي المناصب الحكومية
عن طريق الزوجات البرجوازيات
فلا بد لي ان لا ادخل حرب مع السيدة الاولى و بعد اجتماع اربع دقائق بالهاتف
قررنا كعائلة نموذجية اختيار جبن كرافت
و بعد انتظار ربع ساعة خرجت اغراضي من المخزن لتتوجه الى السيارة
و من الفرحة بالاغراض نسيت ان اعطي المرأة العجوز المساعدة التي وعدتها بها
و لكن عوضتها بأمر آخر اكثر أهمية ذهبت الى البيت مسرعا
حتى لا اتاخر عن الاحتفال العائلي
الذي نقيمه للاحتفال بالتموين
و اخرجنا العدس و معجون الطماط و السكر و الارز و الحليب و حليب الاطفال
الذي اثر تاثير مباشر على الميزانية العامة لبيتنا
و نحن في خضم الاحتفال و الزهو بنفسي امام السيدة الاولى
بالانجاز الذي حققته ظهرت مفاجأة افقدتني القدرة على النطق ثلاث دقائق
فالحكومة جزاها ربي خيرا
اعطتني لي انا و زوجتي و طفلين قوطي جبن واحد لمدة شهر
الله يطول بعمر حكومتنا التي اعمرت ديار كوكب الارض
و تهديني قوطي واحد فقط جبن لاكله خلال شهر كامل
انكسرت فرحتنا بالتموين و تعبنا نفسيا لمدة يومين
و بعد ان صحونا من صدمتنا التي عادلت صدمة بقاء حكومتنا على قيد الحياة
بعد استجواب فيصل المسلم
قررنا ان يكون نصيب كل شخص من افراد العائلة ربع قوطي خلال الشهر
و بما ان فهد و خالد قصر و انا المسؤول عنهم قررت التبرع بنصيبهم لي انا
فالاقربون اولى بالمعروف
و لم اجد مشكلة في توثيق التبرع فالجمعيات الخيرية كثيرة
و وعدت السيدة الاولى برحلة تسوق في الافنيو فتبرعت لي بربعها الاخير
فاصبح القوطي لي كاملا
لان فهد ولدي كسر القوطي
لكن سؤالي من سوف يكسر الحكومة على افعالها ؟
لمن يتساءل ما هو التعويض الذي أعطيته للمراة العجوز
التي وجدتها عند مركز التموين
الإجابة هي " أبلغت عنها الشرطة "