15 يوليو 2012

خارج الإطار !!!

إعتدنا أن نُطلق الأحكام قبل أن نرى كافة جوانب الموضوع و وصل بنا الحال أننا نظن إمتلاكنا مفاتيح الجنة نستطيع أن نُدخل من نحب و نُخرج من نكرهه متناسين أن رب العباد - سبحانه و تعالى - هو فقط من يمتلك الجنة و إنعكس ذلك على حياتنا السياسية فأصبح من السهل جداً اليوم منح لقب ( وطني ) لمن نُحب و نصف من نكره بـ ( خائن ) أو ( مُتسلق ) و رغم تيقني أن هذه المعركة التي نعيشها الآن بين النواب أنفسهم و بين الشباب أنفسهم هي معركة وهمية خلقتها السلطة من خلال تسريب نبأ هنا و خبر هناك عن تقليص عدد اصوات الناخب . و رغم إيماننا التام بأن السلطة منذ وفاة الشيخ عبدالله السالم تُحارب وجود الدستور الا اننا ما زلنا نتمسك بالحد الأدنى في الدستور ، إن الاختلاف في وجهة النظر بين النواب و الشباب أمر يُمكن معالجته في جلسة حوار صادق يخلو من المجاملات لكن كيف سوف نُعالج ( الفساد الذي ترعاه الحكومات المتعاقبة ) ؟ لو توقفوا النواب عن التفكير في صندوق الإقتراع و توقف الشباب عن الاعتقاد بأن جميع نواب الاغلبية من اهل الحراك الشعبي الذي اسقط حكومات المحمد و حل برلمان ٢٠٠٩ سوف يصلون الى نتيجة مفادها أن سعي النواب الى عدم تقليص عدم اصوات الناخب و سعي الشباب لبناء دولة ديمقراطية حقيقية يبدأ من حملة وطنية شعارها ( الدائرة الواحدة حق لي ) . و عند انطلاق الحملة سوف تتراجع السلطة عن التفكير بزيادة الدوائر و تقليص الاصوات و في حال تم تعديل الدوائر الى واحدة مع رفع عدد الاصوات لكل ناخب الى عشرة سوف يبدأ الاصلاح من خلال تشكيل قوائم الائتلاف الوطني الاصلاحي  و حينها تتحقق اغلبية حقيقية مؤمنة بالاصلاح الديمقراطي لن يُعرقل عملها اخطاء اجرائية او تنافس شخصي و يركزون على تقديم الاصلاحات الديمقراطية الحقيقية مع تشكيل لجنة نيابية شبابية فعلية . و من يقول ان تقليص الدوائر الى دائرة واحدة لا يجوز نقول له اذا زيادة عدد الدوائر لا يجوز ، و لا بد ان اشير الى انني غير مُؤمن بأن مراسيم الضرورة هي الحل و المخرج المناسب للمسائل و الأزمات السياسية الا ان التهديد بتقليص الاصوات و زيادة الدوائر و تركيز ما لا يقل عن ١٢ نائب من الاغلبية على الانتخابات توجب ان يكون التفكير خارج المتوقع و ان نكون اصحاب الفعل لا رد الفعل .  و حتى تبدأ حملة ( الدائرة الواحدة حق لي )  قررت ان اعتزل معركة النواب و الشباب و اكتفي بالحلم مثل سوزان بويل ذات الخمسين ربيعاً التي تعاني من اعاقة ذهنية نتيجة نقص الاكسجين اثناء ولادتها الذي تحقق حلمها حين بلغت السابعة و الاربعين و لن تمنعني اي قوة حكومية من ان احلم ان تكون الكويت دولة ديمقراطية فعلاً .